التربية السليمة: واجبات ومحاذير
لا يوجد شك في أن تربية الأطفال هي واحدة من أصعب الوظائف وأكثرها إرضاء للنفس في العالم - وفي نفس الوقت كمان هي الوظيفة اللي معظمنا بيشعر أنه غير مستعد لها!
تربية الطفل مليئة بالمفاجآت ، بغض النظر عن عدد الكتب ومنتديات الأبوة والأمومة والمقالات اللي بتقرأها، فالحقيقة هي أنه لا شيء ممكن يخليك مستعد تمامًا لها.
"الوالد الجيد هو الشخص الذي يسعى جاهدًا لاتخاذ القرارات في مصلحة الطفل."
يبدأ الأطفال في تطوير شعورهم بأنفسهم من خلال عيون والديهم. للسبب ده فيه العديد من العوامل قد تبدو ثانوية بالنسبة لك، ولكن ممكن يكون لها تأثير كبير على احترام طفلك لذاته ؛ زي نبرة صوتك ولغة جسدك وتعبيراتك.
8 أنواع من الإساءات اللفظية
وفقًا للمدربة حنان صبري، مدرب الأبوة والأمومة المعتمد من ICF، فيه 8 أشكال من الإساءة اللفظية بتحصل في العائلات، ويجب على الآباء الانتباه لها لتجنب ممارستها على أطفالهم.
المقارنة
مقارنة طفلك بإخواته و/ أو قرايبه بتؤدي لنشأته للتركيز على الآخرين كبالغين بدلاً من التركيز على نفسه.
بدل ذلك، اختار شكل إيجابي للمقارنة، يعلمه مقارنة نفسه الحالية مع الماضي، مع التركيز على تطورهم الشخصي ونموهم.
النقد
الكثير من الآباء بيقعوا في فخ الانتقاد المتكرر لأطفالهم بدافع الرغبة في الأفضل لهم ، سواء قاموا بذلك بوعي أو بغير وعي.
السلسلة المستمرة من التعليقات السامة خلال طفولتهم بتؤدي لنشأة شخص بالغ متردد دائمًا وغير متأكد من خيارات حياته.
بدل ذلك، ممكن دائمًا استبدال التعليقات بملاحظات بناءة تركز على نقاط قوتهم وتطورها.
اللوم
تحميل طفلك مسؤولية أفعالك وخياراتك بيعلمه دائمًا إلقاء اللوم على الآخرين وعدم تحمل المسؤولية عن أفعالهم كبالغين فيما بعد. بالإضافة لذلك، بيلاقوا نفسهم دائمًا حاسين بالذنب تجاهك.
الحكم
بصفتك أحد الوالدين، فأنت غير مسؤول عن تحديد الصواب والخطأ في قرارات طفلك. الإشارة باستمرار لأخطائهم بتسمح للآخرين بفعل الشيء نفسه.
بدل ذلك، امنحهم المساحة لاتخاذ الخيارات بنفسهم وتحمل عواقبها. لأن ده بيسمح لهم بالتفكير بحرية وبعمق في عواقب أفعالهم.
الوصم
وصم أبناءك بعلامات سلبية كأنك بتغرس داخلهم معتقد بغراء قوي. كل اللي بتقوله لهم، هيستمروا في تكرارخ لنفسهم حتى لما يكبروا. وصفهم بأنهم فشلة، كسالى، أغبياء، أنانيين، وما إلى ذلك، مش بيزول، وبيفضل مطبوع داخل دماغهم ونظرتهم لنفسهم.
السخرية والتهكم
الاستهزاء بمظهرهم وإجبارهم على قبوله السخرية باعتباره "هزار" هو شكل آخر من أشكال الإساءة ، صدق أو لا تصدق.
إنه بيؤدي لنشأته فيما بعد كشخص بالغ مش بيقبل نفسه وبيسمح للآخرين بالسخرية منهم.
الاستحقاق
"أنت تستحق .. / أنت لا تستحق .."
الإشارة لأنهم يستحقوا عواقب أخطائهم لأنهم مسمعوش نصيحتك بيخلق اعتقاد بداخلهم أنهم لا يستحقوا أي شيء جيد.
من أشهر الأمثلة على الإساءة دي واللي للأسف معظمنا بيعملها بدون وعي هو أنك تقول للطفل أنه يستحق الألم اللي حس به بعد السقوط لأنه مسمعش كلامك وأنت بتطلب منه الجلوس بدون حركة.
العار
أكبرالتجاوزات.
"أنت عار على هذه العائلة" الإساءة دي لوحدها بتجمع كل الانتهاكات السبعة السابقة في واحد. وبتظهر بوضوح شديد في تذكيرهم دائمًا بأنهم سببوا العارللأسرة كل ما ارتكبوا خطأ، مهما كان كبير أو صغير.
وفقًا للخبراء ، غالبًا ما يؤدي الأسلوب ده للانتحار. لذلك هو أسوأهم على الإطلاق.
الأبوة والأمومة الصحية الناجحة لا تتعلق بتحقيق الكمال والمثالية، لكن هذا لا يعني أننا منشتغلش على تحقيق الهدف ده. ضع معايير عالية لنفسك أولاً ثم لطفلك ثانيًا، وافتكر دائمًا أنك قدوتهم الأولي، مهما كان ما اللي بتعمله هيقلدوك فيه.. لذلك انتبه!
مبادئ التربية الصحية
التربية بالقدوة والمثال
الأطفال الصغيرة بتتعلم الكثير عن كيفية التصرف من خلال مشاهدة والديهم. لذا قبل ما تتصرف بهجوم أو عدوانية، اسأل نفسك إذا كانت دي هي الطريقة اللي عايز ولادك يتصرفوا بها لما يكون غاضبين. ثم استخدم نفس التقنية في الصفات الأخرى اللي بترغب في رؤيتها في أطفالك زي: الاحترام ، والصدق ، واللطف ، والود ، وما إلى ذلك.
مافيش أجمل من الأهل المحبين لأطفالهم
اوعى تصدق أنك ممكن تفسد طفلك بمجرد حبك له. بالعكس، إنت لو استبدلت الحب بأشياء أخرى هتفسد طفلك. وغالبا ما بتؤدي التصرفات دي لنتائج سلبية عند الطفل زي انخفاض التوقعات، والتملك المادي، والتساهل وما إلى ذلك.
تعديل أسلوب الأبوة والأمومة ليناسب طفلك
واكب نمو طفلك، لأنه كل ما يكبر، كل ما بيتغير. لذلك فإن ممكن الأسلوب الفعّال حاليًا يكون غير فعّال فيما بعد خلال سنة أو سنتين.
غالبًا الآباء بيحسوا بخيبة أمل من سلوك أطفالهم بسبب توقعاتهم غير الواقعية ؛ زي تفكيرهم بطريقة "الإلزام" - على سبيل المثال، "لازم أدرّب طفلي على استخدام الحمام دلوقتي!". من المهم معرفة أن نمو كل طفل ممكن يكون مختلف عن نمو طفل آخر، لأن بيئاتهم بتؤثر على سلوكهم.
التواصل هو المفتاح
الواضح والمفهوم بالنسبة لك، قد لا يكون واضح بالنسبة لطفل عمره 5 أو 8 أو 12 سنة. مش ممكن تتوقع من الأطفال أن ينفذوا كل أوامرك لأنك ببساطة "قلت كده". إذا لم تخصص وقت للشرح، هيبدأ الأطفال في التساؤل عن قيمنا ودوافعنا وما إذا كان لهم أي أساس. الآباء والأمهات اللي بيتناقشوا مع أطفالهم بيسمحوا لهم بالفهم والتعلم بطريقة بعيدة عن إطلاق الأحكام
.
اكتشف علماء النفس أن التربية الإيجابية ممكن تعزز ثقة الأطفال وتزودهم بالأدوات اللازمة لاتخاذ خيارات جيدة في الحياة. كما أنها بتغذي احترام الذات والإبداع والإيمان بالمستقبل والقدرة على التعايش مع الآخرين. بصفتك أحد الوالدين، اوعى تنسى أنك إنسان كمان وأنك لازم وطبيعي ترتكب أخطاء، التصرف المثالي اللي تقدر تعمله لما تخطىء هو استغلال الفرصة والاعتذار لطفلك عشان تقدم له نموذج بالفعل مش الكلام عن طريقة التعامل مع نفسه لما يخطئ.
اترك تعليق