جروبات الفيسبوك، أداة دعم نفسي ولا إرهاق ذهني؟

by Ohoud Saad


الفيسبوك كان وسيلة للتواصل مع الأهل والأصدقاء، إنك ترجع تتواصل مع ناس بتحبها، تعرفوا أخبار بعض. تلعبوا، تدخلوا في نقاشات جادة ومناظرات، تضحكوا على موقف أو على كوميك. مؤخراً كمان أصبح الفيسبوك وسيلة للبحث، تدور عليه على أي حاجة نفسك فيها، تسأل عن رأي الناس في مكان أو منتج، محلات، مطاعم، دكاترة، إجراءات حكومية، مواصلات، تجارب شخصية، وحاجات تانية كتير.


فيه مجموعات كتير على الفيسبوك تخص المرأة فقط. فيه منها مجموعات دعم، أو مجموعات للأمهات الجدد أو المُقبلات على الزواج وأفكار تانية كتير. الطبيعي والمفروض إن يكون ده مجتمع صحي للمرأة ومدعاة لتقديم محتوى يفيدها لكن أحياناً النتيجة تأتي عكسية! لأن بدل ما نسأل عن كوافير موثوق فيه وجيد، نجد صورة آخر قصة شعر ورأي العضوات فيها. بدل ما تسأل عن دكتور شاطر لبنتها، تبعت صورة الجرح اللي في إيد بنتها وبتسأل تعمل إيه؟ بدل ما تعرف إزاي تشتري شنطة حلوة، تتأكد الأول لو المكان مشهور ومعروف وبراند كبير. بدل ما نسأل عن ترشيحات عامة، بدأنا نسأل عن اسم حلو للبنت أو الولد، أي لون حلو لايق علينا وأي شكل للحواجب مناسب لينا.


طبعاً الاستفسار عن آراء الآخرين وإننا نسمع منهم شيء رائع، لكن لو سمعنا آراء غريبة بنوافق عليها؟ ولا محتاجين بس اللي يأكد رأينا وموقفنا، من غير ما نستنى نصيحة أو رأي مخالف.

أنا شخصياً أحياناً بدل ما أرد على صاحبة البوست، بتعصب من ورا الشاشة وأقولها المفروض تروحي للدكتور مش تسألي الناس، انتي بتاخدي رأي الناس حلو عليكي ولا لأ ليه؟ الحلو عليكي هو اللي شبهك. وتلقائياً بفكر في المواقف دي، هل ده البحث عن الدعم؟ هل ده دعم أساساً؟ وليه أصلا بندور عليه؟


أنا عارفة وفاهمة تماماً إن الست اللي بتبعت صورة بنتها دراعها مكسور بتبحث عن كلمة مريحة ليها، وتدعمها وتوصّلها إن كل شيء هيكون بخير في النهاية. مستوعبة إن البنت اللي بتاخد رأي الناس في شنطة عجباها، محتاجة تشجيع عشان تشتريها. لكن للأسف فيه جزء سلبي، لأن السؤال هو ليه بنروح للسوشيال ميديا؟ فين الناس اللي في حياتنا؟ فين دائرة الدعم الشخصية؟ والأهم فين الثقة في النفس، الذوق الشخصي؟ فين القناعات اللي جوانا والإحساس اللي بنمشي وراه؟


المشكلة إن اتسحبت مننا القدرة على التصديق في أنفسنا، لأن السوشيال ميديا واخدة كل الفرص مننا. أنا عارفة إن كلنا وخصوصاً السيدات عندنا تخمة إعلانات وتخمة مقاييس للجمال والناس اللي ظاهرياً عندها كل حاجة! مفيش حد بيقولنا نتصرف إزاي وإزاي نواجه كل ده من غير ما نتئذي نفسياً.

للأسف بقى العادي إننا ندور على الثقة والدعم من الآخرين، ناخد القرار من ذوقهم ومعرفتهم هم. الفضاء الإلكتروني كل يوم بيقول لنا إنت غير كافي واللي عندك ومعاك وفي جيبك غير كافي. إننا طول الوقت محتاجين نشبه ناس تانية ومعانا حاجات يملكها ناس تانية.


أهم حاجة إننا فعلاً محتاجين السوشيال ميديا ولكن بالطريقة الصح اللي تساعدنا نكون أحسن وواثقين في نفسنا أكتر وبس. المرة الجاية لما تسأل ناس متعرفش أي حاجة عنك وتسألهم عن رأيهم في لبسك، شنطتك، أو شكلك. فكّر مرتين.

فكّر في إيه اللي بيخليك أسعد؟ ليه محتاج تأكيد من حد؟ أنت تقدر تاخد قرار لنفسك وتفكّر لنفسك. لأنك أكتر حد عارفك، أنت رائع، وبالتأكيد وجودك كفاية جداً.



اترك تعليق

جميع التعليقات تخضع للمراجعة للتأكد منها قبل النشر

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.