الإيدز: مش حكم بالإعدام

من تهديد ووباء وسوء فهم ووصمة عار لـ رحلة نحو الوعي والقبول.

يعتقد العلماء أن فيروس نقص المناعة البشرية جاء في الأصل من فيروس خاص بالشمبانزي في غرب إفريقيا خلال الثلاثينيات، وانتقل إلى البشر من خلال نقل الدم عن طريق الصيد. بدأ الانتباه للمرض في أوائل الثمانينات، لما تم الإبلاغ عن أنواع نادرة من الالتهاب الرئوي والسرطان وأمراض أخرى، وقتها أصبح العالم على دراية بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز.

المصدر: كندا

"في مصر، واحد من كل خمسة أشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية قال أن تم إجباره على مغادرة منزله بواسطة أصحاب العقارات أو الأسرة أو الجيران."

قبل اكتشاف الأسباب المتنوعة للإصابة بسببها، أوجدت المجتمعات وصمة عار حول المرض، معتقدة أنها ناتجة فقط عن العلاقات الجنسية غير الشرعية، مما تسبب في شعور المرضى بالعار والحاجة للاختباء من الناس. الفكر ده لم ينتشر إلا بعد عقود من الإبلاغ عن الحالة الأولى، بعد ما أدرك الناس أن فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز ممكن ينتقل من خلال اللقاءات الجنسية غير الآمنة، أو وجود شركاء جنسيين متعددين ، أو استخدام العقاقير غير المشروعة من خلال الإبر / الحقن المشتركة ، أو حتى يمكن أن ينتقل من الأم لطفلها من خلال الرضاعة.

"فقدت طفلي الأول لأني مكنتش عارفة إني مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. بعد ما حملت للمرة الثانية، تابعت الأمر مع طبيب، وتلقيت دواءً مضادًا للفيروسات القهقرية أثناء الحمل، ولحسن الحظ، ولدت بنتي وهي سلبية بفيروس نقص المناعة البشرية. ولغاية دلوقتي مستمرة في اختبارها لغاية ما تكبر عشان اتأكد من أنها بخير "- مجهول

تعرف أن واحدة من أكبر الخرافات المحيطة بالإيدز وفيروس نقص المناعة البشرية هي أنه ممكن ينتقل عن طريق اللعاب أو العرق أو الملابس أو مقاعد المرحاض؟

نقص المعلومات والوعي المقترن بالمعتقدات القديمة بيؤدي للخوف من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز. بالإضافة لذلك، ناس كثيرة تعتقد أنه مرض بيصيب مجموعات معينة فقط. وده بيؤدي لأحكام سلبية حول الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. وهو ما يؤدي بدوره لتحوله من وصمة العار إلى سبب للتمييز، ويتميز برفض تقديم الرعاية الصحية أو الخدمات لشخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز ، ورفض الاتصال العرضي به، وعزله اجتماعيًا عن المجتمع. .

"وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز ، فيه 29000 بالغًا مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في مصر"

مرة أخرى وق ما كان وباء الإيدز في ذروته، افتتحت الأميرة ديانا أول وحدة متخصصة في مجال فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز في المملكة المتحدة في مستشفى ميدلسكس في لندن. أثناء زيارتها للوحدة ، لاحظت بشكل كبير أن فيروس نقص المناعة البشرية مش بيحول المصابين به لأشخاص خطيرين على صحة الآخرين، وأنه ممكن نصافحهم ونحتضنهم عادي، بل ممكن مشارك منازلهم وأماكن عملهم. ولذلك كانت الأميرة ديانا واحدة من كثيرين ساهموا في كسر وصمة العار.

"فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز يقتل خلايا الجهاز المناعي التي تساعد الجسم على محاربة العدوى والأمراض."

يعاني الشخص المصاب بالإيدز من الكثير من الآلام الجسدية والعاطفية بشكل يومي. لما يكتشف شخص ما أنه مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية ، فهو بيميل للشعور بمجموعة من المشاعر، مزيج من الخوف والغضب إلى الإنكار. لسوء الحظ، المجتمع بيزيد الأمر سوء بوصم المرض والخوف منه بسبب طبيعة انتقاله، في حين أن الجزء المخيف الفعلي هو ما يتحمله المصاب بعد معرفة العواقب الجسدية له.

ودلوقتي، بعد ما حطمنا الأسطورة، السؤال الوحيد المتبقي هو .. هل لازم نستمر في الخوف من مريض الإيدز، أم أنه حان الوقت لاستخدام المعرفة والتعليم اللي اكتسبناه على مر السنين لمساعدته/ دعمه وقبوله؟

من ناحية ثانية، ممكن تكون المحادثات الصادقة قبل الزواج والاختبارات الدورية طريقة وقائية رائعة لحماية نفسك وأحبائك من الإيدز وفيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة جنسياً.

وفقًا لليونيسف ، إذا كنت بتشك في تعرضك لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ، فدي قائمة جهات اتصال للاستشارة والاختبار مجانًا. الاختبار متاح أيضًا في المعامل الخاصة مقابل رسوم.

مينفعش أبدًا يكون أي مرض سببًا للعار أو الخزي، والاهتمام بكلام الناس أكثر من الاهتمام بالحصول على المساعدة اللازمة والبقاء بصحة جيدة. الإيدز يقدر على إسقاط شخص ما جسديًا من خلال مهاجمة جهاز المناعة، لكن إحنا عندنا القدرة على بنائه من خلال دعمهم!